أبيات مختارة من اروع ما كتب المتنبي
1
اَليــومَ عَهْــدُكُمُ فــأَين الموَعِــدُ هَيهــاتِ لَيسَ لِيَــومِ عَهْــدِكُمُ غَـدُ
2
اَلمــوتُ أَقـرَبُ مِخلَبًـا مِـنْ بَينكُـم والعَيشُ أَبعَـــدُ مِنكُــمُ لا تَبعُــدوا
3
إن التــي سَــفَكَتْ دَمــي بِجُفونِهـا لــم تَــدرِ أن دَمــي الـذي تَتَقَلـدُ
4
قـالَت وقَـد رَأَتِ اصْفـراريَ مَـن بِهِ وتَنَهَّـــدَتْ فأجَبتُهـــا المتُنَهِّــدُ
5
فمَضَـت وَقَـدْ صَبَـغَ الحيَـاءُ بَياضَها لَــوني كمـا صَبَـغَ اللُّجَـينَ العَسـجَدُ
6
فَـرأيتُ قَـرنَ الشـمسِ في قَمَرِ الدُّجى مُتَـــأوّدًا غُصـــنٌ بِــهِ يَتَــأَوَّدُ
7
عَدَوِيـــةٌ بَدَوِيَــةٌ مِــن دونهــا ســلبُ النُّفـوسِ ونـارُ حَـربٍ تُوقَـدُ
8
وهَواجِـــلٌ وصَــواهلٌ ومَنــاصلٌ وذَوابــــلٌ وتَوَعـــدٌ وتَهَـــدُّدُ
9
أَبلَــت موَدَّتَهــا الليــالي بَعدَنــا ومَشــى عَليهـا الدَهـرُ وَهـوَ مقَيَّـدُ
10
بَرّحـتَ يـا مَـرض الجـفونِ بمُمرَضٍ مَــرِض الطبيـبُ لـه وَعيـد العُـوَّدُ
11
فلـهٌ بَنُـو عَبـدِ العَزيـزِ بـنِ الرِّضىَ لكُــلِّ رَكــبٍ عيسُــهُم وَالفَدفَــدُ
12
مَـن فـي الأنـامِ مـنَ الكـرامِ ولا تَقُل مَـن فيـكِ شـأمُ سِـوى شُـجاعٍ يُقصَدُ
13
أعطــى فقُلــتُ لجـودِهِ مـا يُقتَنـى وســطا فقُلــتُ لســيفِهِ مـا يُولَـدُ
14
وتَحَــيَّرتْ فيــهِ الصفــاتُ لأنهـا أَلفَـــتْ طَرائِقَــهُ عليهــا تبعُــدُ
15
فــي كُــلِّ مُعــتَرَكٍ كُـلىً مَفْرِيَّـةٌ يَــذْمُمنَ مِنــهُ مــا الأسـنَّةُ تحـمَدُ
16
نِقَــمٌ عــلى نِقَـمِ الزمـانِ يَصُبُّهـا نِعَــمٌ عــلى النِّعَـمِ التـي لا تُحْجَـدُ
17
فـــي شــأنِهِ ولِســانِهِ وبَنانِــه وجَنانـــهِ عَجَــبٌ لِمــن يَتَفَقــدُ
18
أســدٌ دَمُ الأســد الهِزَبــرِ خِضابُـه مَـوْتٌ فَـريصُ المـوتِ منـهُ يُرعَـدُ
19
مــا مَنبــجٌ مــذ غِبـتَ إلا مُقْلَـةٌ سَــهِدَت وَوَجــهُكَ نَومُهـا والإثْمِـدُ
20
فــاللَيلُ حـين قَـدمتَ فيهـا أبيَـض والصُّبـحُ مُنْـذُ رَحـلْتَ عَنهـا أَسْـوَدُ
21
مــازلتَ تَدنــو وَهْـي تَعلـو عِـزّةً حَــتى تَـوارى فـي ثَراهـا الفَرقَـدُ
22
أرضٌ لَهــا شَــرَفٌ سِـواها مِثلُهـا لـو كـانَ مِثلُـكَ فـي سِـواها يُوجَـدُ
23
أبْــدى العُـداةُ بِـكَ السـرورَ كـأنهمُ فَرِحــوا وَعنــدَهُمُ المُقيــمُ المقعـدُ
24
قطَّعتَهُــم حَســدًا أراهُـم مـا بِهِـم فتَقَطعــوا حســدًا لِمــنَ لا يحسـدُ
25
حَــتى انثَنَـوا وَلَـوَ أن حَـرَّ قلـوبهِم فــي قَلــب هـاجِرةٍ لَـذاب الجـلمَدُ
26
نَظَـر العُلـوجُ فلَـم يَـروا مَـن حَولَهُم لمَّــا رَأَوْكَ وَقيــل هــذا الســيدُ
27
بقيَــتْ جُــموعهُمِ كــأنَّك كلُّهــا وَبقيـــتَ بينهُــمُ كــأنك مُفــردُ
28
لهفـان يَسـتوبي بِـك الغضَـبُ الوَرى لــو لـم يُنهنِهْـكَ الحِجـى والسُّـؤدُدُ
29
كُـن حَـيثُ شِـئتَ تَسِـر إِلَيـكَ رِكابُنا فــالأرضُ واحِــدةٌ وأنـتَ الأوحَـدُ
30
وَصُــنِ الحُســام وَلا تُذلــهُ فإنّـهُ يشــكو يَمينَــك والجمَــاجمُ تشـهَدُ
31
يبِسَ النَّجــيعُ عَلَيــهِ وَهـوَ مجَـردٌ مِــن غِمــدِهِ وكأنَّمــا هـوَ مُغمَـدُ
32
ريَّــانُ لــو قــذَف الـذي أَشـقَيتَهُ لَجَــرى مِـنَ المُهَجـاتِ بَحـر مُزبـدُ
33
مــا شــارَكتهُ مَنِيــةٌ فـي مُهجـةٍ إلا وشَـــفْرَتهُ عــلى يدِهــا يَــدُ
34
إِنَّ العطايـــا والرَّزايـــا والقَنــا حُلفــاءُ طَــيٍّ غَـوَّروا أَو أنجـدوا
35
صِــحْ يــا لجُلهُمـةٍ تُجـبكَ وإنَّمـا أشـــفارُ عَينِــكَ ذابِــلٌ ومُهنَّــدُ
36
مِــن كُـلِّ أكـبَرَ مِـن جِبـال تِهامَـةٍ قَلبــاً وَمِــن جَـودِ الغَـوادي أجـودُ
37
يَلقــاك مُرتَدِيــا بِــأحمر مِــنْ دمٍ ذَهَبــتْ بِحُضرتِــهِ الطُّـلى والأكبـدُ
38
حَــتَّى يشــارَ إليــكَ ذا مــولاهُمُ وَهــمُ المــوَالي والخليقَــةُ أًعبُـدُ
39
أنَّـــى يكــونُ أبــا البَرِيَّــةِ آدَم وأَبــوكَ والثقَــلانِ أنــتَ مُحَــمَّدُ
40
يَفْنَــى الكــلامُ ولا يُحـيطُ بِفضلكُـمْ أيُحــيطُ مــا يفَنــى بمـا لا يَنفُـدُ
تعليقات
إرسال تعليق